خالد مقداد: قوبلت بترحيب من الذين يبحثون عما يلبي رغبات الطفل الفنية والتثقيفية
مؤسس قناة "طيور الجنة" للأطفال
كتبت: تغريد السعايدة
عمّان- لم تكن فكرة ولادة قناة خاصة للأطفال تحمل اسم "قناة طيور الجنة" وليدة اللحظة، بل مرت بمرحلة مخاض طويلة كانت بدايتها فرقة طيور الجنة الخاصة بأناشيد الأطفال منذ العام 1994 بوساطة مؤسس الفرقة الفنان خالد مقداد، الذي أعلن عن افتتاحها في الربع الأول من العام القادم.
وبدأ مقداد الولوج إلى عالم النشيد والفن الملتزم من العام 1987 عندما كان من مؤسسي فرقة الروابي الفنية في الكويت وانتقاله إلى الأردن وتوجهه بعد ذلك للتخصص في عالم الطفولة "البريء" وتصميمه على وضع يده على جانب حساس ومهم في حياة الأسرة بشكل عام.
ووفق مقداد فأنه عندما قرر وضع اللبنة الأساسية لمؤسسته الفنية (طيور الجنة) "شعر بفقر وحاجة كبيرة لمادة فنية ثقافية تربوية تغطي احتياجات الطفل ونفسيته وتفكيره"، ويضيف "هناك مسؤولية كبيرة تجاه الجيل الموجود حالياً والأجيال القادمة في تقديم ما يرتقي بفكره وسلوكه الذي يطبقه في حياته من خلال الأسرة والمحيط".
وتعد فرقة طيور الجنة من أكثر الفرق الفنية المتخصصة بفنون الأطفال انتشاراً في الوطن العربي، بعد أن وصل إنتاجها من الألبومات الغنائية للأطفال إلى العديد من الدول العربية والعالمية مثل كندا وبريطانيا وغيرها، بعد أن "قوبلت بترحيب بين الأهالي الذين يبحثون عما يلبي رغبات الطفل الفنية والتثقيفية بطريقة تتناسب وأعمارهم وتفكيرهم"، بحسب مقداد، الذي يرى أنه بـ"مجرد تقبل الأطفال للأفكار الملتزمة من خلال الأناشيد ومحاولة تطبيقها وترديدها يعد نجاحاً في ظل موجة الأغاني التي يستمع لها الطفل".
ويوضح مقداد أن "الوازع الديني وتأثره بأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام التي تتحدث عن ضرورة العمل على الاستمرارية في عمل الخير من خلال العلم النافع والاتقان في العمل وغيرها جعلته يصمم على ترك بصمة في عالم فن الطفل"، إذ انعكس ذلك على العديد من الأناشيد التي قام بتأليف جزء كبير من كلماتها وتلحينها، واستمرت على مدار عدة اصدارات تجاوزت الـ22 إصدارا مرئيا ومسموعا لغاية الآن.
ويرى مقداد أن تقديم فن هادف وملتزم وبلحن وأداء جميل ضمن ضوابط شرعية قادر على أن "يجذب الطفل ليبحر في عالم من الترفيه والتثقيف في ذات الوقت".
وحول اختيار اسم "طيور الجنة" للفرقة يقول مقداد أنه "تقصد ذلك لانه حريص على ترغيب الأطفال وتحبيبهم بالسير على طريق الجنة التي هي غاية كل إنسان على وجه الأرض وبكل الديانات السماوية"، فالجنة محفز لكل عمل خير في الدنيا "وأنا أصر على ربط الطفولة بالجنة والسكينة"، على حد تعبيره.
وقبيل التوجه للعمل الفني الغنائي، يقول مقداد أنه أنشأ مسرحاً للدمى المتحركة مع زوجته وقاما بعمل عروض مسرحية للأطفال في عدة أماكن في الاردن وفي لبنان والسعودية لاقت نجاحاً كبيراً، إلا ان طموح مقداد لم يتوقف هنا، بل كان ينتظر الفرصة التي يبدع فيها في مجال فنون الأطفال وقرر التخصص في مجال الفن المرئي والمسموع ووضع رؤية واضحة للعمل.
ويؤكد مقداد أنه بدأ فعلياً بتلمس الحاجات المختلفة للأطفال في المجال التعليمي والتربوي والثقافي وبناءً على تلك الحاجيات بدأ العمل بانتاج الأناشيد الخاصة بعالم الطفولة، إذ يبلور مقداد هدف طيور الجنة بالإضافة إلى ما اسلف ذكره بأنه يسعى إلى "إضافة تفاعل للطفل مع قضايا الأمة والقضايا الوطنية".
وعمدت طيور الجنة إلى التوجه "لانتاج الأناشيد المصورة بطريقة الفيديو كليب بعد أن أمسى الزمن يتفاعل مع الصورة في ظل وجود القنوات الفضائية ما عزز تواجدها في الساحة الفنية"، وأضحت إصدارات المؤسسة مرجعاً تثقيفياً وتربوياً وترفيهياً للأطفال والجهات المهتمة بعالم الطفل بعد أن تم الاعتماد على مجموعة من الأصوات المميزة والإيقاعات والتقنيات في الأعمال الفنية.
وبكل تفاؤل يقول مقداد "أشكر الله ان وضعني في هذا المجال بالرغم من عِظم المسؤولية على عاتقي لكنني وجدت ذاتي في هذا الموقع وفي كل يوم ازداد علماً لابجدية ورؤى جديدة وإعادة شخصيتي"، ويشير إلى دور زوجته مروة حماد التي تشاركة في الانتاج والإشراف على الأعمال الفنية، بالإضافة إلى مخرجين وفنيين معه منهم المخرج عمر نبيل وسعد هاشم.
وحول القناة الفضائية التي أعلن مقداد عن افتتاحها وتحمل اسم الفرقة "طيور الجنة" يقول "أظهرت الوقائع انه من خلال الفضائيات والمواد الاعلامية المطروحة نستطيع صناعة أجيال ومن خلال فضائية طيور الجنة نسعى لتحقيق أهداف المؤسسة نصيغ جيلا طفوليا واعيا ومثقفا ومدرا للتحديات التي ستواجهه ويصنع مستقبله ومستقبل أمته".
ويزيد مقداد "ستقدم القناة العديد من الأناشيد الخاصة بالأطفال وبشكل حصري وبرامج من انتاج أردني هادفة وتعليمية وحوارية وبرامج رسوم متحركة"، ويؤكد أنه سيتم "تقديم الأردن كراعي ومهتم بالطفولة وفنونها من خلال تغطية الفعاليات الطفولية الرسمية والخاصة التي تقوم المؤسسات المعنية بإقامتها"، وسيتم التعاون ما بين القناة وكافة المؤسسات لتحقيق الغايات المشتركة لخدمة الفئة العمرية المستهدفة.
ويطمح مقداد وأسرته المكونة من زوجته وطفليه اللذين يشاركان والديهما في العمل على "إنشاء أكاديمية طيور الجنة للفنون" والتي سيتم من خلالها استقطاب الطاقات الطفولية والشبابية لتدريبهم وتقديمهم للمجال الإعلامي، ونوه مقداد إلى أنه وزوجته وطفليه سيقومون بالتمثيل في العديد من الأناشيد التي سيتم تصويرها في الفترات القادمة لصالح "طيور الجنة".
كما بين مقداد إلى أنه ومن خلال قناة "طيور الجنة" سيتم وضع مشاريع ضخمة في الاردن كما في مشروع "اردننا أحلى" بمشاركة فعالة من الأطفال ومؤسسات المجتمع المدني لابراز الصورة الحضارية للاردن، ومهرجان "لأغنية الطفل الأردني" ومجموعة من النشاطات التي تبرز المواهب الفنية والثقافية لأطفال الأردن، كما سيتم إبراز جانب "حفظ القرآن" من خلال برامج تسعى إلى تحفيز الأطفال على حفظ القرآن في 3 سنوات بوضع آلية خاصة بذلك، على أمل الخروج "بمليون حافظ للقرآن"، بحسب مقداد.
وبالإضافة إلى عمله في مجال الفنون الخاصة بالأطفال، فان خالد مقداد يقوم بنشر العديد من المقالات الخاصة بتنظيم الحياة الأسرية والزوجية، إذ سيقوم خلال الفترة القليلة القادمة بنشر كتيبات تحت عنوان "لو كنت رجلاً" و"لو كنت امرأة"، ويعمل على جمع مقالاته في هذا المجال في كتاب "لتسكنوا إليها".